قمت بتلخيص كلام دان براون عن النجمة الخماسية الغامضة، تاريخها، ودلالتها، من روايته العالمية والبديعة ” شيفرة دافنتشي”.
النجمة الخماسية أحد أقدم الرموز على وجه الأرض وقد استُخدم منذ أربعة آلاف سنة قبل ميلاد المسيح.
النجمة الخماسية هي رمز ديني وثني.
النجمة الخماسية رمز يعود إلى ماقبل المسيحية، ويدل على عبادة الطبيعة، فقد كان القدماء يتصورون عالمهم على أنه منقسم إلى نصفين المذكر والمؤنث، وكان إلههم وإلهتهم يعملان معنًا ليحافظا على توازن القوى. الين واليانغ. وعندما يكون الذكر والأنثى في توازن، يكون هناك تناغم في العالم، وعندما يكونا غير متوازنين، تعم الفوضى في العالم.
إن هذه النجمة الخماسية تمثل النصف المؤنث في كل الأشياء، وهو مفهوم يطلق عليه المؤرخون الدينيون “الأنثى المقدسة” أو “الآلهة المقدسة”.
ترمز النجمة الخماسية في أدق تفسير لمعناها، إلى فينوس إلهة الجمال والحب الأنثوي الجنسي.
كان الدين البدائي يرتكز على نظام الطبيعة المقدس وكانت الإلهة فينوس والكوكب فينوس(1) كلًا واحدًا لايختلف أحدهم عن الآخر. وقد كان للآلهة مكان في سماء الليل، وكانت قد عُرفت بأسماء عدة – فينوس والنجمة الشرقية وعشتار وعشتاروت – وكلها مفاهيم أنثوية قوية ترتبط بالطبيعة والأرض الأم.
كوكب فينوس يحدد نجمة خماسية كاملة كل أربع سنوات لدى دورانه في السماء.
وقد كانت دهشة القدماء لملاحظتهم لهذه الظاهرة شديدة لدرجة أن فينوس ونجمتها الخماسية أصبحت رمزًا للكمال والطبيعة الدورية للحب الجنسي. وتقديرًا لسحر فينوس قام اليونانيون باستخدام دورتها ذات السنوات الأربع أساسًا لتنظيم دورة ألعابهم الأولمبية.
واليوم قليل من الناس من يعرف أن برنامج الأربع سنوات للألعاب الأولمبية الحديثة لا زال يتبع دورة فينوس. وأقل منهم من يعرف أن النجمة ذات النقاط الخمس كادت أن تكون الطابع الرسمي الأولمبي ولكن تم تعديلها في اللحظات الأخيرة، حيث تبدلت نقاطها الخمس بخمسة دوائر متقاطعة لتعكس روح الألعاب المتسمة بالتناغم والوجود الجماعي.
الأصول الحقيقية للنجمة الخماسية هي في الواقع أصول إلهية.
إن التفسيرات الشيطانية للنجمة الخماسية هي تاريخيًا غير دقيقة. إن المعنى الأنثوي الأصلي صحيح، غير أن رمزية النجمة الخماسية قد دمرت عبر آلاف السنين، وقد تم ذلك من خلال حروب وإراقة للدماء.
إن الرموز شديدة المرونة، لكن النجمة الخماسية قد تم تعديلها بواسطة الكنيسة الرومانية الكاثوليكية القديمة، وذلك كجزء من الحملة التي شنها الفاتيكان لاستئصال شوكة الأديان الوثنية وهداية الجماعات للمسيحية، ولذا فقد أطلقت الكنيسة حملة ضد الآلهة الوثنية شوهت فيها رموزها وأعادت صياغتها لتصبح رموزًا شيطانية شريرة.
إن هذا أمر شائع في زمن الاضطرابات، فإن أي قوة صاعدة حديثة ستستولي على الرموز الموجودة وتحقرها عبر الزمن في محاولة منها لمحو معناها الأصلي. وفي الحرب بين الرموز الوثنية والرموز المسيحية، خسرت الوثنية، فرمح بوصيدون الثلاثي أصبح شوكة الشيطان، وقبعة العجوز الحكيمة المدببة أصبحت رمز للساحرة الشمطاء، ونجمة فينوس الخماسية أصبحت رمز للشيطان. ولسوء الحظ فقد قامت القوات المسلحة الأمريكية بتحريف رمز النجمة الخماسية حيث إنها أصبحت الرمز الأساسي للحرب. فهم يرسمونها على كافة طائراتهم المقاتلة ويعلقونها على أكتاف كل الجنرالات. ياللأسف على إلهة الحب والجمال.
ــــــــــــــــــــــــ
(1) كوكب فينوس هو كوكب الزهرة، وجاء في ويكيبيديا: سمي فينوس نسبة إلى إلهة الجمال.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق