كنتُ أتسائل دائمًا لماذا الشعب اللبناني الشقيق متعلق بزعماء سياسيين يدين لهم بالولاء والبراء، يوالي من والى زعيمه ويعادي من عاداه، وكنتُ أُشبِّه حال الزعماء بالإقطاعيين، خاصة عندما أسمع ألقاب الزعماء، مثل: الزعيم، القائد، السيد، البك.. إلخ، حتى وقفتُ على كلمة الرئيس اللبناني الأسبق فؤاد شهاب 1973 م يقول فيها: إن شعب بلاده ليس جاهزًا ليتخلى عن العقلية الإقطاعية والاقتناع بأهمية بناء الدولة الحديثة. ورغم أن كلمة شهاب كانت في عام 1970 م بحسب ويكيبيديا، إلا أنه بحسب واقع الزعماء اليوم والإدانة لهم بالولاء والبراء، وتكوين بعض الزعماء مليشيا مسلحة، كما كان يفعل الإقطاعيون القدماء، فإنه يتأكد لنا بما لا يدع مجالًا للشك أن أغلبية الشعب -وليس كلهم بالطبع- مازال يعيش إلى اليوم بعقلية الإقطاع.
في عام 2019 أطلق جماعة من الشعب اللبناني الحر شعار (كلن يعني كلن) مطالبًا بإسقاط الزعماء السياسيين وكنتُ في غاية السعادة عندما سمعت الشعار، ويبدو أنه لم يأتِ بنتيجة على أرض الواقع، ولكن كون الشعار أُطلق فهذا يدل على الوعي الشعبي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق